كما تطلع الشمس بأنوارها فتُفجر ينبوع الضوء المسمى النهار , يولد النبي فيوجد في الإنسانية ينبوع النور المسمى الدين .
وليس النهار إلا يقظة الحياة تُحقِّقُ أعمالها , وليس الدين إلا يقظة الروح تحقق فضائلها .
ورعشات الضوء من الشمس هي قصة الهداية للكون في كلام من النور , وأشعة الوحي في النبي هي قصة الهداية لإنسان الكون في نور من الكلام .
والحقيقة السامية في هذا النبي تُنادي : أَنْ قَابلوا على هذا الأصل وصححوا ما اعترى أنفسكم من غلط الحياة وتحريف الإنسانية .
فلا عجب أن يُذكر النبي خمس مرات في الأذان كل يوم يُنادى باسمه الشريف ملء الجو , ثم حكمة ذكره في كل صلاة من الفريضة والسنة والنافلة , يُهمس باسمه ملء الروح .
وهل الحكمة من ذلك إلا الفرض عليهم أن لا ينقطعوا من نبيهم ولا يوماً واحداً من التاريخ , ولا جزءً واحداً من اليوم , فيمتد الزمن مهما امتدَّ والمسلم كأنه مع نبيه بين يديه , تبعثه روح الرسالة , ويسطع في نفسه إشراق النبوة , فيكون دائماً في أمره كالمسلم الأول الذي غيًّرَ وجه الأرض .
فلا يضطرب من شيء , وكيف يضطرب ومعه الاستقرار ؟
لا يـخـاف مـن شيء , وكيف يـخـاف ومـعـه الـطـمـأنـيـنـة ؟
لا يـخـشى مــخــلــوقـــاً , وكيف يــخـشى ومــعــه الـــلـــه ؟